روميو لم يمت (قصة قصيرة)

[size=24]
روميو لم يمت
قصة قصيرة إحسان العسكري

كان اشد ما يضجره هو علمه بأنه بات من المستحيل أن يقال له : نعم .. وهو يقضي وقته ممتعضا من كلمة – لست من مستوانا – أيتها النجمة الثاقبة في سماء اشتياقي للقائك يا من أشرفت على الهلاك لو لا منقذ تراءا لك بهيئة حبي لينتشلك من غياهب الصبر على اشتعال الأنوثة المعتقة المختزنة تحت مترين من قماش – الرايون- الذي وجد نفسه عاجزا عن مضاهاة نعومة ما تحته .... هكذا كان يمشي محدثا نفسه كلما بان للمساء وجها .. روميو كان يدق الطبول في رأسه المليء بالأسى وهو يتخطى الرصيف تلو الرصيف متجولا بين الصيدليات باحثا عن شيء ربما ينهي شقاءه الذي بات من المؤكد انه قاتله لا محالة .... لذا قرر ان يسبقه ونار الاحتراق تتقد في صدره المليء بالامل المعلق بقطرات من خمر شفتيها عسى ان تتبلل شفتيه اليابستين .... وحين أزيحت غيوم البعاد فاتحة ابواب الامل امام عينيه اخذ سكينا واتجه صوب النداء القائل .. ان اصعد الي لأظمك الى صدري الدافيء ايها البارد المتبلد .... كان جل ما يبتغي هو ان يشق ستائر الحيرة التي ستصادفه في طريقه صعودا وبعد ان شق ما شق مما صادفه عاد ليقفز فرحا .... لقد نزلوا الي نزلوا الي ..

هيا لنمشي خاطبين فربما

نزلوا وصرنا في المقام سواء

لكن شخصا يرتدي بذلة غريبة الشكل يضع على رأسه قبعة يتوسطها نسر فضي .. وقف أمامه صائحا في وجهه وممسكا بيده كسيا فيه سكين ملطخة بالدماء .. ان اصمت فبصماتك هنا ... اصمت فقد ايقضت المجانين